شهدت
مناطق عديدة بالقاهرة والمحافظات أمس, تجمع المئات من المتظاهرين في
جمعة بغير ملامح محددة, اختلفت فيها المطالب, وتضاربت الدعاوي, بين
مطالبين بدور أكبر للقوات المسلحة في إدارة البلاد, ورافضين لمثل هذا
الدور. ففي القاهرة, توافد الآلاف إلي النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر,
في جمعة دعم الجيش, وهتفوا للقوات المسلحة, وطالبوا بعدم المساس
بقياداتها. وشدد المشاركون علي أهمية الانتباه لما يحاك من مؤامرات داخلية
وخارجية ضد البلاد, ورفضوا ما وصفوه بـ محاولة أخونة الجيش وطالبوا بالعمل
علي هدم جميع الأنفاق بين مصر وقطاع غزة, والقصاص لشهداء رفح. كما دعوا إلي
إجراء انتخابات رئاسية مبكرة, وتشكيل حكومة جديدة.
أما في ميدان التحرير, فقد اتسم الموقف بانخفاض أعداد المتظاهرين إلي
العشرات, وتراجع عدد خيام المعتصمين بالجزيرة الوسطي, ورفض المشاركون
الدعوات التي تطالب بعودة القوات المسلحة إلي سدة الحياة السياسية, وقالت
المنصة الرئيسية: إنه لا يمكن استبدال الجيش بالإخوان, فالشعب قادر علي
حماية نفسه, وأكدوا أن نزول الجيش نابع من الضمير الوطني.
وشهدت الإسكندرية, انقساما بين المتظاهرين ما بين مؤيد الجيش, وآخر رافض,
حيث توجه المتظاهرون من14 حزبا وحركة ثورية إلي المنطقة الشمالية العسكرية,
ثم إلي ميدان سيدي جابر, وطالبوا بتحرير توكيلات في الشهر العقاري لتفويض
وزير الدفاع بإدارة شئون البلاد, في حين شهد محيط محطة سيدي جابر تجمعا ضم
العديد من الأحزاب والحركات, ورفضوا ما سموه عودة حكم العسكر, وقرروا تحريك
مسيرات شبابية صباح اليوم تطوف مختلف مناطق الإسكندرية للدعوة إلي العصيان
المدني.
وفي بورسعيد, لم تتفق القوي السياسية والمدنية في المدينة, علي استئناف
الدراسة غدا, حيث رفض ممثلو التيار الشعبي من منصة ميدان الشهداء ـ مقر
الاعتصام أمس ـ إعادة الدراسة حتي تستمر قوة الدفع للعصيان المدني. غير أن
المدينة اختفت فيها مظاهر محاولات قطع الطرق وإغلاق المنافذ الجمركية,
واستمر تدفق السفن علي ميناءي شرق وغرب بورسعيد.
وعلي صعيد آخر, وعشية إعلان اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية, اليوم
عن إجراءات مواعيد الترشح, اتهم عمرو موسي جماعة الإخوان المسلمين, ضمنيا
بعدم وضع خطة عامة للتعامل مع الوضع الاقتصادي الراهن, وقال إنه من الخطأ
إجراء الانتخابات النيابية في ظل هذه الأوضاع التي تتجه لأزمة اقتصادية
حقيقية تتطلب ضرورة توفير نحو مائة مليار دولار, خلال السنوات الخمس
المقبلة, حتي يتعافي الاقتصاد المصري.
ومن جانبه, شكك حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي المصري القيادي بجبهة
الإنقاذ ـ في نزاهة الانتخابات, خاصة أن من ينظمها ـ علي حد قوله هو الذي
يراقبها ويشرف علي جميع خطواتها, واتهم صباحي الرئيس محمد مرسي بأنه هو
الذي أغلق الطريق أمام الحوار الوطني.
وفي حزب الوفد, حدث انقسام بشأن المشاركة في الانتخابات, حيث أيدت مجموعة
من قدامي الأعضاء فكرة خوض العملية الانتخابية, وهو مالم يحظ بقبول جماعة
الشباب داخل الحزب. وقد نفي الدكتور عبدالله المغازي المتحدث الرسمي باسم
الحزب ـ الالتزام بقرار جبهة الإنقاذ بمقاطعة الانتخابات. وأشار إلي أن ما
يجري داخل الحزب هو حالة من الجدل بين الأعضاء ولا يعني انقساما
المصدر جريدة الاهرام المصرية